العنقاء
"لقد خلقوا وحشًا جديدًا يا إلهي بدا طيرًا عِنّد ولادته، لكنّهم كُلّما غرسوا سهمًا بجناحيه نبت لهُ مخلبٌ جديدٌ"
أمل السهلاوي.
أساطيرٌ وحكايا نولدُ من الرّمادِ المُحترق لنَحيا من جديد فنحنُ الأمنيات الّتي كتبناها على صفحاتِنا الورديّة آملينَ تحقيقها، والكلماتُ الّتي بقيتْ حَبيسةً في صُدورنا خوفًا من البوح والوجوهُ التي افتقدنا رؤيتها في المرآة الدّفينة والضِّحكات الّتي ضَحِكناها أسفل الأقنعة والأبواب الّتي لم نَطرقها خِشيةَ المُضيف والإعترافات الّتي دُوّنّت على ورقِ البُردى لتكونَ هباءً منثورًا وحكايا ألف ليلة وليلة الّتي لم تُروى بعد، حتّى أصبحنا رمزًا استثنائيًّا للمستحيل.
فنحنُ نُشبهكَ أيّها الطّائر، نُبعثُ من الرّمادِ حينما نسّتشعرُ الوهنْ، نحنُ ظَاهرةٌ لنّ تَتكرّر وقد قالها المُتصوّفُ الهِندي أوشو: ”المرأة هي واحدةٌ من أجملِ الظّواهر في العالم، ولا مجال لمقارنتها بأيّ شيء آخر، هي رائعةُ اللّه".
نُخلق كَطيرٍ، نُخلق وحشاً إذا تطلّبَ الأمر ، نَرسوا في شواطئ الحياة مُتمسّكينَ فيها بِمخالبنّا الفَذّة وكُلّما غرستّ الحياةُ فينا سهماً من سهامِ العجز، نُبعث مرةً أُخرى مُحلّقينَ في سماءِ الكونِ العظيم .
فكلّ امرأة فِينا هي طيرٌ بلا غصنٍ لتحطَّ عليه، طيرٌ بوجهات مُقدّسة يسمو إليها لأنّ تلك الأيّام الّتي مَددنا فيها أيدينا ولم يُمسكها أحد، مَنحتنا أجنحة و الشّوكة المغروسة في جناحٍ جريح رفعتنا عاليًا أعلى من كلّ شخصٍ سليم.
ولأنّ الطّيرانَ هو حَقّنا المشروع أصبحنا نَبحثُ عن الحياة في حَضرةِ الموت، فغدًا نكونُ حريقًا وغدًا نكون شمسًا.
"ولأنّ النّساءَ اللّواتي مُنعنّ من الرّكض ولدنَ بأجنحة ؛ أصبحتْ كُلّ امرأة فيّنا هي فِينكس اليونان وعنقاءُ العرب.
بقلم الكاتبة : رنيم محمد نبيل / سوريا.
المدير العام:
صفاء عويسي.
تحرير:
رؤى عماد.
تعليقات
إرسال تعليق