بحري
كم كنت أشتهي دائمًا لو أنّ هناك بحرًا قريبًا من منزلي، أتّخذه صديقًا لي أذهبُ إليه في لحظات يأسي، أسيرُ حافيةَ القدمين على رماله النّاعمة، أشتمّ رائحته، ف نلقي السّلام على بعضنا ، أخبرُه عن يومي بجميع تفاصيله يستمع إليّ فيمدّ موجه حتّى ناحية قدمي مواسيًا عن جميع الهموم الّتي أثقلت كاهلي، يغضبُ حين يشتدّ موجَه وتتلاطم تارة ويهدأ حين يغمر قدماي بمائِه تارةً أخرى، يشاركُني المشاعرَ كلّها، تمنّيت لو أنّ بإمكاني الذّهاب إليه غير آبهةٍ ما هو الوقت وكيف هو حالي يكفي أن أجلس أمامَه أخبرُه عن ذلك الطفل الّذي رأيت دموعه فلم أستطع فعل شيءٍ له، وتلك العجوز الّتي أخبرتني عن ابنها العاق، أُخبره كم أنّ تحمّل جميع مشاعر الناس صعب وأنّ القلبَ لم يعد يتّسع وفاضَ بكلّ ما به، أريدُ أن أجلسَ تحت القمر بمفردي مع بحري أتقيّأ ما بداخلي دفعة واحدة وأذهب، لأنّه ببساطة لن يوبّخني عن كلّ ذلك الصراخ والحديث الغير مرتّب، ببساطة لأنّه بحرٌ كلّ ما يمكنه فعله إرسال أمواجه تحديدًا ناحية رمال شاطئي.
بقلم الكاتبة: أبرار فتح التام/ اليمن.
المدير العام:
صفاء عويسي.
تحرير:
رؤى عماد.
تعليقات
إرسال تعليق