إستيقظتُ مُبكرًا جدًا ، بهدوءٍ ورتابةٍ شديدين، وصمّتٍ قوّي ! رتبتُ أغراضي واحتسيتٌ كوب قهوة صغير وخرجتُ لأنتظر في طابور الصعود إلى الحافلة ،كانت مكتظّة بالنّفوس ،هناك شاب لم يأخذ قسطًا جيّدًا من النوم فأثقل كاهليّ المقعد بسَندِه طوال الطريق ،وتلك فتاتان تتحادثان وتضحكان بنعومة وشغف قد سرقتهما الأيام مني ، وهناك شابّان قد أسنَد أحدهما رأسهُ على كتف الأخر .
وأنا هُنا ، أجلسُ وحدي وأنظر من إطار الشُبّاك إلى أُفُق العالم أُراجع صوَرك في ملَفَّات ذاكرتي وأُناظرُكَ وأنتَ بعيدٌ عنّي !
كم يشعرُ قلبي بالوحدة وعدم الإنتماء إنّ كل إنسانٍ هُنا لديه جليسُه ، رفيقه و وَنيسُه! وأنا هُنا أفتقرُ إلى وجودَك وأتعطّش للحديث معك لرُبما تُزيح غُبار الغُربة عن قلبي وتعود روحي للحياة .
على كُلِّ حال، سأُنهي أعمالي بسرعة ،ليس حُبًا بالعمل ،وإنّما شوقًا للراحة من مُعاناة العيش مُجبرًا! في أماكن لاتُريدها ومع وجوهٍ لم تعتَد على لُقياها ،لستُ إنسانًا مُمارسًا للحُزن أو مُحبًّا له ،ولكنّني أشتاقُ إليك .
بقلم الكاتبة: آية وليد سعد الدين/ سوريا.
المدير العام:
صفاء عويسي.
تعليقات
إرسال تعليق