ألا هبي بقربي وداعبي وجع السنين
دق على شراييني إنه طال الحنين
إليك صغيرتي أبوح الأنين
فأنا عليك أطلت الغياب وقلبك حزين
- فأجبته :
مالك فارقتني في هذا الزمان
اقترب واهمس لي في الاذان
قل لي مازلت أهواك يا وردة الريحان
قل لي احبك بنيتي لكن هكذا أراد الواحد المنان
اكذب علي وقل لم أذهب
ما زلت بقربك طمعان
تذوقت العلقم بعدك
يا فاكهة الجنان
اعزف على أوتار قلبي أرقى الألحان
خذني في حضنك الدافئ أيها الإنسان
عرفت معك الحياة في بداية الأزمان
وتركتني في نصفها كالعميان
ألتمس في هذا وذاك بعض الحنان
فذقت الخذلان ووقعت في أعمق الوديان
بحثت وبحثت عن مثلك أيها الفنان
وكلهم بدلوني بأرخس الأثمان
غصت كثيرا في بحر الكتمان
ولك يا والدي لم أستطع النسيان
في حضرتك وجدت الحب والأمان
وغيابك علمني صيد الحيتان
- فرد ذاك الصوت الخافت بين دفات الفؤاد، وقال:
لا تيأسي مازلت لقلبك كسبان
كنت ومازلت رجل حياة ابنتي نبع الحنان
فك قيود الصمت وأطلق العنان .
بداية حياتنا مرهونة بفاكهتين أسميهما فاكهتا الحب، كل من تذوقهما ذاب حلاوة فيهما، فالمذاق يبقى عالقا حتى النهاية مثلما علق بفمي مذاق اختارهما الله ليلونا حياتي، هاتين الفاكهتين هما الوالدين، فعلا لا يمكن تجاوزهما ولو مر الدهر بدايتي مع رجل لم يخلق مثيلا له في حياتي ونهايتي تزامنت بغيابه.
- لا يمكننا تجاوز الالم لكننا نعيشه.
بقلم الكاتبة: زلال فتيحة-تيسمسيلت/ الجزائر.
المدير العام:
صفاء عويسي.
تعليقات
إرسال تعليق