"جهنّمٌ اِضْطَرَمت بينَ أضلُعي"
المكانُ هُنا مكتظّ بالضّحايا، العديد من الوجوه الشَّاحبة زعموا أن السّفر نجاة
أمّا عنّي حجزتُ في المقاعدِ الأماميّة مقعدًا بحوافٍ زجاجيّة، سمعتُ أحد الراكبين يقول بصوتٍ جهوري إنّ هذا المقعد أكثر تكلفةً ستدفعين عُمرك بأكمله مُقابلاً له !
المحبط بالأمر أنّك تقرأ الآن وتسعى لتغيّر ليّ رحلتي العرجاء كي لا أقع بقائمة الضّحايا، دعك منّي فكُلِّنا سنقع بدائرة رقعة الهمّ
أعي بأنَّ نهايةَ وجهتي ليست إلا البداية
ومن المؤسف أنّني لم أُخفي شيئاً، أُبعثر ورقتي الرّابحة أمام عينيّك، لَم أسعى لتخبئة شيء، كُلّ الّذي يقبع في حقيبة سفري هوَ خوفي، كخشيتي من فتور اللّهفة إلى رؤية وجهُ الشّمس، وأنتَ تعلمُ حُبّي للشّمس
وبعدَ مدّةٍ لا تقل عن السّبعةَ أشهرٍ صفعتني يَدٌ من سُلالة النّار، لأصحى من غفوتي فألتفت بعينٍ تُبصر للمرّةِ الأولى، أُدركُ حينها بأنّني كُنت جميع الضّحايا ولم يكن سِواي على متن تِلك الرّحلة، توجّهت نحوَ الموت بمفردي وبإرادتي، أنا من دفعتُ نفسي لتكونَ بلبّ الزّجاج ذاك،
إذاً لماذا أتذمر من جِراحي المتكرّرة ونزيفي المُستمر؟
وَ أنا من دفنت صِغار أحلامها بايديٍ مبتورة كي تنال أحلامك أنت.
بقلم الكاتبة: سارة عكّام/ سوريا.
المدير العام:
صفاء عويسي.
تعليقات
إرسال تعليق