المسافر
حِين أُسَافِرُ إِلَى بَرِيقِ عيناك
لَا أَجِدُ فِي سَفَرِي أَيَّ عَنَاءٍ
وَ يَسْطَعُ فِي وَجْهِي نُورَ خَدَّيْكَ
وَ تَحْلُو حِينُهَا قَهْوَتِي اَلسَّوْدَاءَ
فَتَرْتَعِشُ يَدِي وَ يُصِيبُ لِسَانِي بَعْضَ اَلْجَفَاءِ...
وَ أَصْبَحَ سَيِّدُ اَلْعَاشِقِينَ
وَ أَرَى اَللَّحْظَةَ كَأَنَّهَا طُولُ اَللِّقَاءِ...
وَ أَوَدُّ أَنْ يَقِفَ اَلزَّمَانُ أَسِيرًا لَدَي
وَ خَادِمًا لِسَيِّدَةِ اَلنِّسَاءِ
وَ أَوَدُّ أَنْ نُكَوِّنَ لِوَحْدِنَا
ترافقنا أَصْوَاتُ اَلْعَصَافِيرِ
وَ تُرَاقِصنَا قَطَرَات مِنْ اَلْمَاءِ...
وَ نَبْنِي عَالِمًا جَمِيلاً يَدُومُ فِيهِ اَلْوَفَاءُ
لَا تقولين لِي تَغَيَّرَتْ
وَ لَا أَلُومك حِينَ يَقِلُّ اَلِاعْتِنَاءُ
حِينَ أُسَافِرُ إِلَيْكَ
صَدِّقِينِي أنسى كُلَّ شَيْءٍ
وَ يَمُرُّ طَيْفُكَ حَوْلي قَبْلَ اَللِّقَاءِ
أُصِبْتَ بِكَ وَ حِرْتُ
هَلْ أَنْتَ مِنْ سُكَّانِ اَلْأَرْضِ
أُمُّ مِنْ سُكَّانِ اَلسَّمَاءِ
وَ لَكِنْ... قَدْ قِيلَ لِي يوما
لَا تَثِقُ فِي اَلنِّسَاءِ
وَلَا تَمْزَحُ مَعَ أُنْثَى تَمَرَّدَتْ عَلَى اَلْأُصُولِ وَالْحَيَاه
وَ كُنْتُ أَرْمِي بِظَنِّي عَلَى ظَنِّ اَلْجَمَالِ فَأَزْدَادُ بِكَ تعلقا وَ فِدَاءُ
حِينُ أُسَافِرُ إِلَيْكَ
لَا أَحْمِلُ مَعِي إِلَّا ذِكْرَيَاتِي
وَبَعْضِ اَلْقَصَائِدِ وَقَلِيلاً مِنْ قَهْوَتِي اَلسَّوْدَاءِ
أَصْبَحَ مِثْل اَلْمَجْنُونِ
لَا عَقْل يَعِي وَ لَا وِعَاءً
لَا عَنْتَرَة بِالْعِزِّ شارب وَ لَا عَبْلَة تَبِيعُ اَلرِّضَا
أَيًّا هِمَّتِي وَ يَا قَامَتِي لَوْ قَسَا قَلْبُكَ وَ عَنِّي تَغَيّر.
بقلم الكاتب: عامر بن الحبيب خضري/ تونس.
المدير العام:
صفاء عويسي.
تعليقات
إرسال تعليق