يأتي الشّوقُ عادةً السّاعةَ الواحدةَ بعد منتصفِ اللّيلِ، وقتَ السّكونِ والفراغ، وقتَما يكونُ الجميعُ نيامًا، لا صوتَ منتشرًا بالأرجاءِ وأصواتُ صريرِ اللّيل وتخابطُ الرّياحِ يصطحبُهُ بعضاً من تخابطِ دقّاتِ القلبِ برتيبةٍ مفزعةٍ، هذا هو الأمرُ المعتاد، ولكن هل جرّبتَ الشّوقَ في عزِّ النّهار؟! بين ضجيجِ المارّةِ وتفاوتِ الوجوه؟ هل شعرتَ به وأنتَ ماضٍ نحو اللّاشيء، نحو ما تجهَلهُ ولكن كلُّ ما أنتَ على درايةٍ به هو الشّوق، أن ترتسمَ ملامحُ شخصٍ ما في مخيّلتُك حتّى تكادُ كلُّ الوجوهِ هو، تذهبُ هنا وتأتي من هناك تلتفتُ بفزعٍ عساكَ سمعتَ له صوتًاعن طريقِ الخطأ أن تصلَ بك المراحلُ والطّرقُ إلى أن تمضي فارغٌ، جسدٌ يمشي، عيونٌ تُبصرُ و تبحرُ وسطَ رأسِكَ الفارغ من كلِّ شيء إلَّا منهُ، عادةً ما يكون هذا أصدقُ شوقٍ قد يَشعرَ به المرءُ على الإطلاقِ رغم أنّه يحملُ الكثيرَ من الغصّة والكثيرَ من الضّياعِ إلّا أنّه أصدقَ ما ينطقُ به القلبُ دونَ وقتٍ محدّدٍ، دون أجواءٍ محدّدةٍ ودون صمتٍ قاتلٍ، شوقٌ وكفى.
بقلم الكاتبة: دينا سامي.
المدير العام:
صفاء عويسي.
تعليقات
إرسال تعليق