القائمة الرئيسية

الصفحات

ضياعي منّي/ رؤى أيمن عماد.

رؤى أيمن عماد

وتمضي الأيّام تقتاتُ على طاقاتنا، تستنزفُ صبرَنا، تزيدُنا من العمرِ عمرًا، تتأرجحُ على ذكرياتنا،  تتمايلُ بلحظاتِها، تعجّلُ رحيلَنا....

وتوقظُنا من غفلة البقاء.

بحثتُ عن ذاتي في كلِّ مكان،  حاولتُ الابتعادَ عن أشياءَ أُحبُّها، رأيتُ الضّبابَ والغيوم!

جلستُ في عتمةٍ وظلام، حاربتُ الهواجسَ والأفكار،

نفضتُ السّوداويّةَ عن ذهني،  تقمّصتُ دورَ الأنانيّة في بعض الأحيان، فتّشتُ في أوراقي،  قرأتُ ما كنتُ أكتب،  وجدتُ الحبّ بيني وبين تلك الكلماتِ،  عزمتُ على الاستمرار،

تركتُ الصّراعات الّتي تودي بحياةِ الكثير من سطوري، اختبأتُ من حيرَتي وخياراتي، رحلتُ بعيداً، بعيداً جدّاً، 

هربتُ منّي، من خوفي وقوّتي، هربتُ من جرأَتي وخجلي، 

هربتُ من عيوبي،  هربت من الإيجابيّ قبل السلبيّ، فقط من أجلِ أن أجدَ ذاتي، أن ألتَقي بها بعد غيابٍ طويلٍ، وجدتُها في الحقيقة والخيال، في حرفٍ واقتباس، بعد بحثٍ طويل وضياعٍ كان مفروضًا، وجدتها ممزوجةً مع الحبرِ في صفحات الكتاب، ممزّقة كقطعةِ قماشٍ، باهتةَ الألوانِ، خاليةً ممّا نسمّيه الحياة. 


بقلم الكاتبة: رؤى أيمن عماد/ سوريا.

المدير العام:

صفاء عويسي.

تعليقات