سَنة ونِصف مَضت يَا روميو
حاربتُ فِيهَا بشرفٍ وَقُوَّة، شِبهَ جُندي يُحارِبُ ببسالةٍ رُغم جراحِهِ النازِفة، شِبهَ دِرعٍ تَصَدَّى للسهامِ بِكُلِّ صّلابةٍ وَقُوَّة؛ لأجلِهُم كُنتُ الطَّبِيبَة والمُحارِبة وَالْمَرِيضَة المُتعب ، قدمتُ رُوحِي، صحتي وراحتي فِي سبيلِّ فرحَتِهم.
لَمْ يَلْحَظْ أحدٌ مِنهم وَهنَّ جَسَدِي وألمي وَهُم الأقربُ إلَيّ، عَجَبِي عَلَى الغريبِ يَا روميو كَيْف لاحظَ ذلِك وأسدى إلَيّ النَّصَائِح والتعاطُف الجَّم، بيومٍ سَوْداوِي فِي جُبِّ بئرٍ رَمَوْنِي أَنَا وتعبي وأياميّ، أَنْكَرُوا تضحيتي!
قصّو أجنحتي وقيدونيّ، الْيَوْم وبكُلِّ ثِقَةٌ وَقوة أَقُولُ لَا أَحَدَ يستحِقُ مِنك التضحيّة وَلَا أَنْ تخطو خطَوه لِمن لَا يشعرُ بِك حَتَّى عائلَتُك وَلَوْ كَانَ لِي أَنْ اصرُخ بِأَعْلَى صَوْتِي وأقولُ هَذَا!!
لَم تَكن الْمَرَّة الْأَوَّلَة الَّتِي أُضَحِّي فِيهَا لأجلِّ أحدٍ يَا روميو؛ لَكِنها الْمَرَّة الْأَوَّلَة الَّتِي أُضَحِّي فِيهَا بِكُلِّ مَا أَمْلِكُ، وَأَنَا الْآنَ أدونُّ أَقْسَى خيباتي وأبشعها لعلَّ حروفي تُشاطرُني مرارةَ الْخَيْبَة.
إلَى لِيَوْم بَعْد مَضيّ شهورٍ لَا زِلتُ أحاوِلُ التعافي مِن صدمتي، وأُحاوِلُ استردادَ نَفْسِي وصحَتي.
بقلم الكاتبة: ابتسام الديات/ سوريا.
المدير العام:
صفاء عويسي.
تعليقات
إرسال تعليق