القائمة الرئيسية

الصفحات

رجل فقد رأسه/ بنت الحنيني.

بنت الحنيني

 غربت الشمس فقررت الخروج للمشي قليلاً ، حينها رأيته أول مره...

كان يقف في حديقة منزله يحفر ، يرتدي بدلة بنية جميلة ، حافي القدمين ، وبدون رأس !!  ، توقفت ونظرت إليه باستغراب ، لوحت له بيدي لكنه تجاهلني ، حينها قررت تجاهله أيضاً ، لكن الغريب أنني أراه يحفر كل يوم ، كانت الحفرة تزداد عمقاً حتى بات يدخل الحفرة لأكمال الحفر . 


العرق يتصبب من جسده ، و تركيزه لا يزال معلقاً في إنهاء حفر تلك الحفرة ، كل يوم أرى جزءاً منه يختفي بداخل الحفرة ، حتى اختفى كلياً .... 


في اليوم التالي وجدت شخصاً يغلق الحفرة بالتراب الذي تحيط بها بيديه العاريتين ، وعلى وجهه ملامح مخيفة و حاقدة ، شعرت بالقلق فلا بد أن الرجل قد دُفن في الحفرة حياً ، أمسكت بالمجرفة المرمية بالقرب مني و ركضت بسرعة ناحية ذلك الشخص السيء لأبعده ، فهرب بذعر وركض مبتعداً ليختفي وسط الضباب ، حفرت الحفرة بكل سرعتي حتى لمحت إحدى أصابعه العالقه ، حينها أكملت الحفر بيدي حتى استطعت إخراجه، كان مستلقياً على الأرض من شدة التعب و الإنهاك ، بدا كأنه ممتن لي ، أو ربما يشعر بشعور لا أستطيع معرفته ، كيف أفهم ما يشعر به وهو رجل بلا رأس ؟ .

في اليوم التالي كان المطر يتساقط ، خرجت لأبلل جسدي بقطرات المطر الجميلة ، رأيته يقف ممسكاً مظلته أمام الحفرة التي حفرها ، توقفت و نظرت إليه ، كان جسده يتجه نحوي كأنه ينظر إلي ، شعرت بالغرابة،  قلت له بقلق : هل أنت بخير ؟ .

هز كتفيه و أدخل يده في جيبه ، قال لي بعد أن أشار للحفرة : لنحفر ؟ . 

كان صوته يتردد كالصدى ، غريب من جسد دون رأس أن يصدر صوتاً ! . 

قلت له : أين ذهب رأسك ؟ .

قال : أخذوه وأنا الآن أبحث عنه .

بدا حزينا من نبرة صوته ، ثم قال لي : قاربت على الانتهاء ، سأستعيد لك رأسك اليوم ! .

قلت له باستغراب : هاه ! .

أخرج من جيبه مرآة صغيرة و اقترب مني ، رفعت المرآة لأجد نفسي دون رأس ، و في وسط الحفرة ظهرت خصلة شعر طويلة و نصف رأس لا يزال نصفه الآخر مدفوناً .


بقلم الكاتبة: بنت الحنيني.

المدير العام:

صفاء عويسي.

تعليقات