تجبرُني الحياةَ أن أقسى على من حولِي، وأن أحطّم من يقسى على مشاعري وعلى أحلامي، فدموعي تجبرُني دائمًا أن تسيلُ بدون أيّ سببٍ وبلا جدوى، والآهاتٍ تشعلُ قلبي بالإحتراقِ، فالكآبةِ زينَّت حياتي ولوّنت أيامي، فكم من الليالي سرحتُ بنفسي، وكم من الأوقاتِ مضيتُ به وأنا شاردةُ الذهنِ،أسئلةٍ كثيرة تجولُ عقلي ولم أجدُ إجابةً لها، أمضي أيامي مأسورةٌ بقيدِ اليأسِ، معلّقة بأحلامي، ولكنني لم أكفُّ عن التأملِ والنظرِ للعالمِ، أنتظرُ أن يولدُ الأملُ من جديدٍ.
كم هو مؤلمٌ عندما نتصنعُ بالفرحِ والرّاحةِ، وقلبُنا يتألّم بصمتٍ وبهدوءٍ، نمضي أيامُنا ونحنُ نخفي أوجاعُنا وألمُنا بقلبنا ونحنُ نتظاهرُ بعبارةٍ: " لا بأس، أنا بخيرُ"، فسحقًا لهذا القلبُ الذي لا يحتوي على مقولةٍ صادقةٍ.
حياتي أصبحتُ أشبهُها بفصلِ الخريفِ، كلّما أفكرُّ بأن توقفَ سقوطُ أوراقِ الشجرِ، تعودُ وتتساقطُ الأوراقُ الجّافةِ الباهتةِ من جديدٍ، وتتطايرُ بينَ أنحاءُ حياتي، منتظرةٌ أن تزولُ للأبد ويبدأ فصلٌ جديدٌ.
فنحنُ نحاولُ قدرُ المستطاعِ أن نخبئَ مشاعرُنا المنطفئةٍ، لكننا من كثرةِ التّعبِ والإرهاقِ تنكشفُ أوجاعُنا، فتبًا لمشاعرُنا ولقلبُنا الذي لا يكتفي إلّا بالحزنِ والكآبةِ.
بالنّهايةِ؛ فإنّ هذهِ الشدائِد التي تحيطُ بكَ من جميعُ جوانبِ الحياةِ، وتشعرُ بأنّك ضعيفٌ على تحملِها، والتي من شدّتها تشعرُ أن أنفاسكَ تضيقُ عليكَ، سَيختفي كلُّ ذلك عندما يخبرُ لكَ:
" إنّي جزيتُهم اليومَ بما صبِروا أنّهم هم الفائزون ".
بقلم الكاتبة: هديل أكرم وزوز/ الأردن.
المدير العام:
صفاء عويسي.
تعليقات
إرسال تعليق