ذهابه كل يوم نحو عمله الروتيني ، كان قاسي الطبع مع جميع الموظفين بمن فيهم الأقربون ، عُرف بالمتعجرف الذي لا يعطي أي فرصه ، واثق بأنه يستحق بأن يملك القمة بمن عليها ولا يتجرأ أحد بالصعود إليه ، ينكب ساعات طوال يرسم بطريقة غير مفهومه تناغم القلم مع خطوط اللوحة ، رسومات عجز أي أحد عن تفسيرها سواه فهو يعلم حق المعرفة أن لكل خط فيها قصة تُحكى ، بارد الطبع عِجزَت الفتيات لفت نظره ، سواها ! كانت تملك روحًا لم تملكها أي واحدة من قبلها ، كانت كتلة طاقة متحركة تجوب ممرات الشركة بكل حب ، لم تعلم عن أي نفاق و خديعة تدور حولها ، دوامات وصراعات خبيثة ، وما بين هذا وذاك كانت تسلبه من قفصه ، لم يشعر بأنه ينقاد نحوها رغم عناده المميت وقلبه المتحجر ، اقترب نحوها ، كانت تضحك بكل صدق ، ضحكة عجز هو عن تَصَنُّعِها حتى ، فقد الثقة بمن حوله كان يرى بأن أي فعل هو يقوم به فهو الصواب شاء من شاء وأبى من أبى عداها ! جعلته يدرك أن كل أخلائه لا يساوون شيئًا أمام صفة واحدة منها ، برائتها التي كانت كفيلة بإذابة شلال الجليد .
بقلم الكاتبة: أبرار فتح التام/ اليمن.
المدير العام:
صفاء عويسي.
تعليقات
إرسال تعليق