لطالما كانت عبارة "كيف الجرابيع" أو " كيفك ياجربوع" هي جملتُكَ الشهيرة لتسأل عن حالي بطريقة ظريفة و ^ مهضومة ^ إلى حدٍ كبير ، أظنُّ أنّكَ تنطقُها بكل ما أوتيت من نشاطٍ وحماس لبدئ يومكَ الطويل .
في هذهِ اللحظة أنا لا أعلم ما الذي عليّ أن أُجيبكَ به ،أخافُ أن أُخبرَكَ بكمَدي بعد فراقك وحُزني في اليوم الذي يأتي بدونك بعد أن كنتَ أنتَ جليسي الذي يُلازمُني _ ماعدا أوقات دوامي _ ،فأُخفي ذلك عنك حتّى لا ألتمس الحُزن في كلامك وأُطفئ لك شُعلة النشاط والأمَل بأنّ "غدًا سنلتقي" ،وأخافُ إخبارك بأني "بخير " فأكون من الكاذبين .
أظنُّ أنّي أراك دائمًا رغم أنّي لا أراك !
ففي مُحاضرة الأحياء الطويلة جدًا والتّي شعرتُ بها أن عقلي يعومُ في الفضاء متحدٍّ للجاذبية التّي أخذَتْ تُقلّبُهُ بين زوايا النّجوم ، نظرتُ إلى زاوية الصف فتىً قد جمَعَ من ضخامةِ البُنية ما جمَع أثناء رحلة نموّه ،لفَتَ نظري شعرهُ الأسود الملولب فظننتُه لوهلةٍ أنهُ أنت رغم بُعدك المُستحيل ،لكن لا ،لا ذلكَ الجسدُ جسدُك ولا تلك الملامح تقربُك ،وتلكَ الفتاة صاحبةُ الرموش الطويلة السوداء ،أظنُّ أنّها سرقت حمضها النووي منك!
ورجلٌ في الطريق يحملُ قامَتكَ ،وآخر يحملُ رسمة فَكِّك ...
لا أعلم إن كانو يفعلون ذلك بي عن قصد أم إنّي أراك في كُل مكان فعلًا ،أم أنّي أُهلوس !
لا يهُم، لأنّكَ دائمًا معي في كُلّ مكان ،أخذُك معي حيثُ أذهب ،إلى المقهى ،إلى المكتبة ،وحتّى أمام البُحيرة .
بعد أن ذهبتُ للتزلّج في يومٍ ذو طقسٍ مُناسب ،حيثُ وقعتُ مرّةً وعُدّتُ للمحاولة مرّة أخرى ،بل أظنُّني وقعتُ أكثر مما تزلجت! لكن لا بأس ،كنتُ أتوقع أن أقع كثيرًا ، لأنّني لطالما وقعت مرّاتٍ عديدة في كُل مرّة أحاول فيها أن أجرّب شيئًا جديدًا ..
تخيّلتُك معي هُناك ،بنكاتك التافهة المُضحكة ،وحسِّك التنافُسي ، بل سمعتُ صوتَك يضحكُ عليّ في كُل مرّة أقعُ فيها !
أظنُّكَ تلعبُ معي الغُمّيضة لا أكثر في هذه الحياة ،بحيثُ أنك لا تُظهرُ نفسكَ لي لكي لاتخسر
ولكن هل تعدُني إن انتهت اللُعبة أن تعود ؟!
بقلم الكاتبة: ءآية سعد الدين/ سوريا.
المدير العام:
صفاء عويسي.
تعليقات
إرسال تعليق