القائمة الرئيسية

الصفحات

سقوط لم يكن بالحسبان/ أبرار فتح التام

 

أبرار فتح التام

لا أحد يبذل جهدًا لمحاولة الوصول إليّ ، دائمًا ما كنت ألجأ للتظاهر بالقوة أمام الجميع، ظنًّا مني أنني بذلك حقًا أملك قوة خارقة لم يستطع أي أحد أن يلاحظ أن الوجه الذي يظهر أمامهم ما هو إلا من صنع يداي أنا ، كنت أهرع إلى غرفتي في نهاية كل يوم أجلس في رُكنها أسترجع ما حصل بكل دقائق يومي ، ثم ؟ أستجمع قواي لأنهض من ركامي وحطامي لأستلقي على سريري واضعةً رأسي بحمله الثقيل على وسادتي التي تحملت جميع عبراتي المالحة دون أن تشتكي حتى ! ، و أعود لأنهض بعدها و أرتدي ذلك القناع ، قناعٌ ظننت أنني بارعة في إتقان إرتدائه و أنني لم ولن أُفْضَح أبدًا إلى أن دقة ساعة الإنهيار التي لم أحسب لها حسابًا حين سقطت دمعتي أمامها حين فتحت قلبي لها وتقيأت ما بداخلي دفعة واحده، كنت أضحك بهستيريا تارة وأبكي تارة أخرى و من ثم يحل صمت رهيب و أعود لأضحك وبين كل مشاعري المضطربه تلك كانت تنظر إلي بنظرات لم أسبق وأن رأيت مثلها، تلك اللمعة في محجر عينيها وكأنها تعي تمامًا أن الألم قد بلغ مبلغه و أنني جاهدت حتى خارت قواي أمامها ولست نادمة أبدًا ، علمت منذ ذلك اليوم أنني اخترت أختًا وليست صديقة فقط .


بقلم الكاتبة: أبرار فتح التام/ اليمن.

المدير العام:

صفاء عويسي.

تعليقات