-لماذا أذقتني لوعةَ الحُبِّ في غيابك؟
= لقد شعرتُ بأن قربِي منككِ سيفتكُ فؤادَكِ حُزنًا،
-أشعرتَ أنّ قُربَك سيُحزنني؟! لماذا لا تشعر بأنّ فراقَك سيقتلني.
=شعرتُ بأنَ فراقكِ سيجفّ قلبي ليبقى صامتًا إلى الأبدْ.
-عمّ سكوتكَ عن البوحِ لأنّك لم تجد أيّ عُذرٍ لغيابِك لا حيلةَ لك لتستغفلني بها.
=يبدو أنّ الأمرَ شبيهّا بذلك، أيُمكنني أن أعيدَ بناءَ الحطامِ الّذي بداخلكِ، فيه لحظةٌ قد تُعيدُ الذّكريات الجميلة،
-هل ستنجحُ هذه المرّة لتبني الحبَّ مجدّدًا،
=أنا بارعٌ في إعادةِ زرع الياسمينَ في قاعِ فؤادكِ ، ثمّ أجعلُ الفَراشَ حولَ عنقكِ،
-اشتقتُ لحديثِنا الممزوجِ بالعسلِ، لتلك اللّحظاتُ الجميلةُ الّتي قضيناها سويًّا،
=أنا أيضًا قتلني الشّوقُ لكلماتكِ الّتي يسكنُها حنانُ القطَطِ وصوتُ الحساسين،اشتقتُ لتأمّل عيناك في شوقٍ،
هل من لقاء يا سيّدتي على مقعدِنا الأوّل لنرتشفَ القهوةَ من كوبٍ واحدٍ، ثمّ ارقصي، قولي هذا حبيبي الّذي انتظرتُهُ أعوامًا،
-لنلتقي بحُبّا حينَها سأرتشفُ القهوةَ بمذاقِها المُرّ، في وجودكَ لا داعٍ للسُّكر أمامَ شفاهُكَ،
=أصابعُكِِ إن لمستُ هيَ من ستحدد مذاق السُّكر وثرثرةُ حديثكِ نغمٌ يعزفُ على أذُني،
-لتملأَ أصابعُ يدِكَ فراغات أصابع يدي،
=حضنٌ دافئٌ داخلَ جوف يداكِ كرقّةِ الفراشِ.
-سنسيرُ سويًا بين أزقّةِ الدّيارِ، نأكُلُ السّكاكرَ، تحت إنارةِ الحيّ برفقة صوتِ أمِّ كلثوم وهيَ تقولُ :( بعيد عنك حياتي عذاب) .
=لا داعي لحملِ مزهريّةِ الورد المليئةُ برائحةِ أنفاسُكِ كفى بوجنتيكِ لشرحِ قطفِ القُرنفل.
-أحبُّكَ، أحبّكَ عندما تُحادثُني بكلِّ رقّةٍ، أعشقكَ حينما تجعلُني سعيدةً كسعادةِ الاطفال، أهواكَ لأنّك بارعٌ في صنعِ الابتسامةِ على وجهي، أرافقكَ لمُعاملتِكَ معي وكأنّني عصفورةٌ تحاولُ بناءَ عشّها على طرف عينيك،
=سأحتفظُ بحروفَكِ وكأنّها أمانةٌ بداخل ذاكرتي، وكُلّما رأيتُ بأنّ الحزنَ يطوفُ من حولِك جعلتُ حروفي روايةً كي لا تحزني أيكفي ذلك؟!
-يكفيني قربُكَ لقلبي وكأنّنا اللّؤلؤَ في عمقِ البحارِ،
=سأتّخذكِ كما أنتِ، سأذهبُ بكِ إلى المنفى، سأُبعِدُ عنكِ نافذةَ الحزنِ، كتفي لكِ ضعي رأسَكِ لا تقلقي.
-غزيرُ الرّوحِ أنتَ رغمَ الشّجارِ، أفلا تخبرُني كيف لا أُحبّكَ أو أمنحكَ فرصةً، جئتَ بكلّ ذلك الحنان، اللّطف إلى قلبي، لكَ الحياةُ فرصٌ، كيف لي أن أقسَى عليكَ بعدما جاهدتَ في جعلِي سعيدةً،
= لا عليكِ رغمَ كلّ هذا سأكن أوّل المنتصرينَ بعينيكِ والفرِحين لإرضائكِ، سأجعلكِ النّاجيةَ الوحيدةَ من الحزنِ على أنغامِ حنيتِ ومعزوفةُ شفاهكِ الممتزجةُ بماءِ الزّهر.
-ستبقى غزيرٌ بالفؤاد حتّى يُذاقُ آخرَ نفسٍ من هذه الرّوح.
=ستبقين سيّدةُ النّساءِ، مملكةُ الرّخامِ الأعظمِ، مالكةُ الزّهورِ بينَ عينَيها، ستقبينَ الفراشةَ حولَ ضوء غرفتِ، والنّورَ في صباح قريتي، والزّهر حولَ سياجِ جارُنا الكفيف الّذي يستنشقُ عطركِ .
بقلم الكاتبة: ياسمين راتب الفوارس/ الأردن.
المدير العام:
صفاء عويسي.
تعليقات
إرسال تعليق