القائمة الرئيسية

الصفحات

زهرتي الوحيدة | سارة محمود عودة | مجلة صفاء الروح.

زهرتي الوحيدة

سارة محمود عودة

 أستطيعُ رؤيتكِ يا فراشة وأنتِ تفشلين في رمي الحجارة الصغيرة إلى داخل البركة وكأنّها سراب، وفي رمي الذكريات الّتي تبكيكِ وتركها للأمس، أستطيعُ فهمكِ ورؤيتُكِ بعين الفؤاد يا مالكتهُ.

أراكِ تقفين أمام المرآة لساعات طويلة ليس لتحسين وجهكِ ببعض الحُمرة؛ بل تحتارين في الاختيار ما بين الفستان الأصفر الّذي تحبّين أو الأزرق الشاحب الّذي يناسب وجهكِ الجميل.

تخرجين مع الرفاق، العشرات منهم، وتجلسين بينهم وحيدة وتضعين في أُذنيكِ سماعتكِ، أكادُ أجزم أنّها رفيقة الدرب الوحيدة لكِ، دائمًا ما كنتِ خارج السرب!

تتمنّين لو أنّ ذوقكِ الموسيقيّ يشبه ذوقهم لتشاركيهم فرحة إصدار فرقتكِ الموسيقية المفضّلة، أنشودة فلسطينية جديدة في سبتمبر القادم، أو تهتفين معهم بهتاف الشعب بكامل حماسكِ.


حين يطلبون القهوة الّتي يُحبّون، تطلبين النسكافيه!

حين يبدؤون بالحديثِ عن الموضة ويتنافخون إعجابًا كُلَّما مرَّ شابٌ جميل، لا تنفُخين سوى تنهيدةٍ طويلة تردّد في داخلكِ " أنا لا أنتمي إلى هُنا".


تكرهين كونكِ الوحيدة الّتي تحبّ الفساتين الصيفيّة المليئة بالزهور، ولا تحلم بفستان الزفاف. 

الوحيدة الّتي تحبّ ألوان الرسم أكثر من ألوان مساحيق التجميل. 


تفضّلين وضع موسيقى وطنية ودبكة فلسطينية في غُرفتُكِ تُعيدُكِ إلى تُراث الآباء، على أن تحضري الحفلات الصاخبة.

تجيدين الحديث مع القطط، الطيور، السماء، أكثر من الحديث مع البشر. 


"أنا لا أنتمي إلى هُنا" أستطيع سماعكِ تردّدينها في داخلكِ طوال الوقت، ولكنّكِ لا تعلمين، أيّتها الزهرة البرّيّة الوحيدة الفريدة، أنّ وجودكِ هو الّذي يمنح هذه البِلاد هويّتها، وجمالكِ هو ما يُساعدها على البقاء صامدة.

ولا تعلمين أيضًا أنّي أعلم كُلّ هذا عنكِ وأنّي مثلكِ بطريقة أو بأُخرى!.


 بقلم الكاتبة: سارة محمود عودة/ فلسطين 

المدير العام:

صفاء عويسي.


تحرير:

شروق حصني.

تعليقات