القائمة الرئيسية

الصفحات

سريعة هي الحياة كالزهرة/ ليان خالد زير.

ليان خالد زير

جنين، رضيع، طفل، شاب، شيخوخة، ومن ثم الرحيل. هذه هي الحياة تمر سريعا دون أن ندرك، لا نشعر بسرعتها إلا عندما يحين وقت الرحيل. مراحل حياتنا تلك يمكننا لمسها بكل شيء حولنا، إذا ما تفكرنا قليلا، ومثال على ذلك الزهرة بمراحلها جلّها. فكيف ذلك؟ تخيل أن أمامك وردة، وتابع القراءة لتعلم...........

تبدأ حياتك بنطفة تتكون في فترة محددة، مثل بذرة الزهرة التي وُضِعت في التربة، لتتكون شيئا فشيئا، لتصبح ذلك العود الأخضر الضعيف الذي يمثل فترة الرضيع، ومن ثم يقوى ذلك العود ليصبح أكثر قوة، مع الورقتين التي تزين العود وبتلات مغلقة خجولة تود أن تتفتح لتكشف عن جمال الكون، مثل الطفل المقبل على الحياة بفضول وشغف، وتتفتح الزهرة شيئا فشيئا حتى تصبح ذات منظر أخّاذ، ورائحة طيبة، فتعطي للناظرين لها راحة وسعادة، ولكن سرعان ما تبدأ البتلات بالسقوط واحدة تلوى الأخرى إلى أن تصبح عودا مجردا مع الورقتين، وفي نهاية المطاف لا يعود للعود وجود، فتلك الوردة انتهى دورها، أمتعت وأسرت الناظرين ومن ثم رقدت. وهذه المرحلة تمثل الفترات الثلاثة الأخيرة لحياة الإنسان فالزهرة المتفتحة المعطاءة هي مرحلة الشباب، ففي هذه الفترة يقدم المرء للعالم من طاقاته، ويساعد في إعمار الأرض، ولكن سرعان ما ينتهي من هذه الفترة ليصبح مثل الزهرة ذات البتلات الراحلة غير قادر على العطاء ويبقى كذلك، حتى يشاء الله ويرده إليه، تماما مثل الزهرة في المرحلة الأخيرة.

في الختام، أنصح نفسي وإياكم بالتفكر والتفكير بعمق أكبر في كل شيء حولنا. وتذكّر دائما، أن الحياة قصيرة فاستثمرها بشكل صحيح وكن كالزهرة التي عندما تموت تنزل بذور في التربة لتنبت زهرة متشابهة، فهي رحلت، ولكن أثرها متجدد، وكذلك البصمة التي تتركها ستبقى بعد رحيلك.

بقلم الكاتبة: ليان خالد زير/ فلسطين.

المدير العام:

صفاء عويسي.

تعليقات