القائمة الرئيسية

الصفحات

الخاتَمُ المَفْقُود/ إسماعيل محمد الأمين المامي.

 

إسماعيل محمد الأمين المامي.

حُبِينَا خاتَمًا سَمَاوِيًّا كَخاتمِ سُليمان، أخرجَنا من ظلماتِ الجهلِ والوهم إلى أنوارِ العلم والازدهار، بهِ مَلَكْنَا الزّمامَ ونشرنا السَّلام نَاصرِينَ المَظلومَ ومُذِلِّينَ الظُلَّام، ما لِبثنَا أنْ أذَّن فِينا مُؤذِّنٌ (...)يُنْبِؤنا اختفاءَ خاتَمنا الأثِير، تُهْنَا هَائمينَ على وجُوهِنا الشَّاحبة  مُفتَّشِين، مُخطَّطين، مُنقِّبين، بحثْاً لِاستِردَاده والعُثُور عليه، أدْركْنا أن فيهِمْ منْ وأَدَهُ عَمْدًا 

ثم جِئْنا نَحْثُوا معهُمُ التُّرابَ حَثْوا، باكينَ مِلْءَ جُفُوننا حسرةً؛ صَادِحِين:

بهِ كُنَّا السَّائدين؛ فَصِرْنا المَسُودِين 

حينَ أضعناه نُكِصْنا علَى أعْقَابنا

اندثرتْ حضَارتُنا، لُغتُنا، قوْميَّتُنا فَرُحْنا نُقَلِّدُ من سرقوهُ 

شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراع، اندهَشْنا من عَدلهِمْ المُزيَّف لجهلِ ناشئِينا بعَدْلِنَا المُقْسِط الّذي تجَلَّى نمُوذجُهُ الفريدُ في العُمَرَانِ

لهَفنا وراءَ سُلوكيَّاتهم المُصْطنعة مُتغَافلينَ عن خيرِ أُسوة حَسنة، لهَثْنَا وراءَ ركْبِ حضارتِهم الطَّريفة  

الّتي شيَّدُوها على غرَارِ حضارتنا التَّليدة، استخفَفْنا جَهابذة أعلامنا الأفذاذ ابن الهيثم، ابن سينا، ابن رشد...

الّذين لا نظِير لهُمْ في أدمغتهم  انبهرنا بما اخترعُوا من صِناعات جاهلين أن جُلَّ اكْتشافاتها مَصدرَهُ الخاتَمُ المفقود!

نحنُ من اسْتصغرنا أنفُسَنا تبَاهَيْنا بألسنتِهمْ  المُعْوَجَّةِ شغَفاً بالتَّثَقُّف مُهملِينَ لساناً لا اعوجاجَ فيه ولا لبس، طبَّقنا قوانينهُمُ الوضعيّة القاصِرة، مُستبْعِدِينَ قوانينَ شريعتنا الغرَّاء 

وَاريْنا مجدنا الأصِيل -تحت الثَّرَى- بأيادينا الواهنة ورُحنا نُفتِّش عنهُ فوقَ أدِيمها، فِينا من بدأ ينبشُ التّراب اقتفاءً 

وفينا من مَهَّد السَّبيلَ ومن أعاقهُ! فينا المُتربِّصين بفجر مُشْرِق اعتزازًا بما أعزَّنا اللّهُ به، آئبينَ -يوماً- بنصرٍ قريبٍ وفتحٍ مبين.


بقلم الكاتب: إسماعيل محمد الأمين المامي/ موريتانيا.

المدير العام:

صفاء عويسي.

تحرير:

رؤى عماد.

تعليقات