لم يكن أبي يظهر مشاعره لي ، كانت تكفيني تصرفاته ، حين يأتي ليسألني عن حالي اليوم من بين كل الأيام الفائتة ، حين أحاول تذكيره ببعض الكلمات التي تضحكه ممازحة له فيضحك في كل مره أعيدها ولم يسأم من تكراري لها ، كنت أشكي له عن مشاكلي الجامعية فينصت لي بكل حواسه وكأنني الوحيدة التي أتحدث إليه في هذا العالم ، يحاول إنهاء أي حديث بدأ صوتي بالرجفان عند مناقشته له ، يوقظني دائمًا لأصلي الفجر ،يحرص أن نكون في أفضل حال وإن لم يكن هو كذلك ، لم يكن يظهر مشاعره بشكل صريح ولكنني كنت أفهمه ، يفتح الحديث من العدم حين يحل صمت رهيب بيننا في السيارة ، دقيق جدًا بدقة عقارب الساعة وهي تدق في مواعيده لا يفوتها أبدًا ويحب النوم باكرًا ليستيقظ باكرًا أيضًا ، فضله الكبير عليّ وعلى إخوتي كبير لا يكفي أن أذكره في سطوري ، كل ما أرجوه أن يبقى أبي حبيبي و فارس أحلامي معي إلى الأبد ، إنني أحبه بتملك طفلة تخشى فقدان دميتها ، أدامك الله لي يا قدوةً أقتدي بها .
بقلم الكاتبة: أبرار فتح التام/ اليمن.
المدير العام:
صفاء عويسي.
تعليقات
إرسال تعليق