القائمة الرئيسية

الصفحات

الرجل العابس/ أحمد علي

أحمد علي

أتمت عامي  الخمسين وانقضت تلك السنيين مسرعةٌ دون أن اشعر بها او حتى أراها تمر من أمام ناظري ، كانت بعض تدلف ببطئ شديد واخر مسرعةٌ دون أن تعطينا وقتٌ للاستمتاع بها ، أعمل في قطاعٌ خاص كانت كل أوقاتي أقضيها في العمل وعند عودتي الى منزلي كان ألتعب أخذ مكانٌ كبيراً في جسدي يجعلني أجر قدماي وارفعهما بقوة محاولةٌ مني للوصول الى وسادتي وفراشي كالذي يحاول أن يصل الى هدف مهم في حياته وانا أغط في نومٌ عميق والكوابيس تحنق أنفاسي وتتعالى صرخاتي حتى يكاد في البيت المجار لنا يسمعها وقد أشتكى اكثر من مرةٌ على صوتي الذي يضنه أني أصرخ به على زوجتي لأنها لم ترتب غرفتي او تعد طعامٌ جيداً لي أو أطفالي ، ارى بأن توقعاتهم هذه تجعلني أبتسم ليرسموا لي بأني أعيش حياةٌ تعيسه مع زوجة لم تدخل حياتي وأطفالٌ لا يسمع لهم صوتٌ لا في البيت ولا حتى خارجه 

، هكذا يرى الجيران وخاصة وهم يشاهدوني أحمل أكياس الطعام الكثيرة والتي يعتبرها بأنها تكفي لعائلة ولكنهم كانت لي وحدي ولا يشاركني بها أحد غير قريني الذي يستمتع معي ويأكل بشراهه وأستمتاع وكأنه لم يأكل منذو أيامٌ ، هكذا كنت أقضي معظم أوقاتي حتى أني أشعر بأني لست من العالم وارى نفسي بأن مخفي عن أنظارهم قليل الحديث جداً حتى اثناء العمل والكل يتردد عندما يحاول أن يقول لي شيئاً لأنني فض غليظ ملامح الكأبه قد رسمت على وجهي ، ذات مرةٌ اتفقوا على أن يخرجوا بنزهه الى أحد المدن الجميلة ذات الطبيعة الخلابه وطلبوا مني أن أذهب معهم لأستمتع وأغير جو كما يقولون همه 

وبعد محاولات عدة من صديق كان يرأني صديقه المقرب رغم أني لا اراه كذلك وافقت على طلبهم ،  أتفقوا على الخروج في عطلة نهاية الأسبوع وتمت التحضيرات وحان موعد الرحلة او السفرة ، دارت بنا عجلة السيارة كما تدور السنيين ولكن كانت سرعتها غير معقولة لقد سارت بنا كأن لا يوجد شخصٌ يقودها  كانت أحد الموجودين يغني محاولةٌ منه أن يطرب اصدقائه بصوته القبيح الذي يشعرني باأنزاعج وكأن صوته يفرغه في مسامعي كله ليتخرق الأذن ويدخل رأسي ك دخول الرصاصة في الجمجمه ، وبعد عدة اغاني وأصوات مرتفعه فقد سائق العجلة القدرة على أدارة السيارة وبعد محاولات باءت بالفشل صدمنا بصخرة قووية أخرجتنا عن مسارنا وأدت الى أنقلاب العجلة لعدة مرأت فتحت عيناي على صوت الطبيب وهو ممسكٌ بيدي ويقول النبض عنده ضعيف ويحتاج الى عناية مشددة ضربات القلب لديه متفاوته ، وبعد عدة أيام طويلة أنقظت في العناية المشددة  وبعد تحسن وضعي الصحي تم أخراجي الى أحد غرفة المستشفى لأكتسب الشفاء التام لكن لم يزرني أحد ولم يسأل عني لا قريب ولا حتى جيراني الذي كنت أزعجهم بأصواتي المتعاليه ،

 سألني الطبيب ؟ طوال فترة وجودك لدينا لم يأتي أحد يسأل عنك لا صديق ولا قريب هل أنت غريبٌ عن هذه المدينة ؟! 

هل هناك وسيلة تجعلنا نببعث ببخبراً الى أحداً من عائلتك يأتي إليك أجبته لا !! 

أستغرب وبانت على وجهه ملامح التعجب !! 

ظنني أني خرجت من أرضٌ صحراويه ولم يخرج لي أحد منها 

او تم طردي من أهلي لسوء أخلاقي 

سألته ؟ عن صحتي ومتى يمكني ان أخرج !؟ 

أجاب :- تحتاج الى بعضة أيامٌ وتخرح معافى ولكن هنالك مشكلة ستواجهك في حياتك !! 

أصابني بقلقٌ وخوف وكنت أشعر بأني فقدت شيئاً من جسدي ولكن لا أعرف ماهو !!

سألته  بغضب : دكتور ماذا تقصد ؟ وماهي المشكلة ؟ التي تقصدها !! 

أجابني : بأني لست قادراً على الحركة مجدداً وسأحتاج الى كرسي 

صرخت بصوتٌ مرتفع وبعد عدة ضربات على رأسي وأنا أندب حظي التعيس ،

رن جرس باب المنزل وطرقات متتالية أستيقظت وانا بحالة فزع وأضطراب تلمست قدماي ادلفت من فراشي أستطيع السير نعم أنه كابوس اخرى مجدداً لن أخرج في أي رحلةٌ سأبقى ملازمٌ لبيتي ولكن سأغير حياتي واغير طريقة تعاملي مع الأخرين سأحتاج فترةً لأعتاد على التعامل معهم لأنني لا أجد احد يزورني أذا مرضت.

بقلم الكاتب: أحمد علي/ العراق.

المدير العام:

صفاء عويسي.

تعليقات